هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات بوس الواوا سواح واه ياني
منتديات بوس الواوا سواح واه ياني
سواح ***** اه ياني***** يرحبون بكل من يبوس الواوا وتحياتنا للجميع واهلاو سهلا بكل الاعضاء والزوار الاحباب
ادارة منتدى بوس الواوا سواح *** اه ياني *** ترحب بالعضوه الجديده mme فأهلا وسهلا بها في منتدى بوس الواوا ونرجو منها دوام الاستمرار معنا ونستفيد منها في كل ما هو مفيد لبوس الواوا مع تحيات بوس الواوا
الداعية إلى الله يخدم الدعوة ويزهق حظوظه لا العكس من اخوكم ابو نضال
كاتب الموضوع
رسالة
المدير العام Admin
عدد المساهمات : 597 تاريخ التسجيل : 17/11/2009 العمر : 49 الموقع : فلسطين/ غزه
موضوع: الداعية إلى الله يخدم الدعوة ويزهق حظوظه لا العكس من اخوكم ابو نضال الجمعة 20 نوفمبر 2009, 10:50
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، ياربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، خير نبيٍ أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيراً ونذيراً، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد؛ صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم ـ أيها المسلمون ـ ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى.
لا أعلم أن هنالك عملاً أرضى لله سبحانه وتعالى، وأجزل مثوبةً وأجراً، وأرقى في أنواع الجهاد رتبة من قيام المؤمن بعد أن يتحقق الإسلام في كيانه، من قيام المؤمن بعد هذا بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى. الدعوة إلى الله عز وجل إذ ينهض بها الإنسان الذي تحقق الإسلام أولاً في كيانه، وراقب ذاته أن لا تشرد عن صراط الله سبحانه وتعالى، الدعوة إلى الله عز وجل أرقى أنواع الجهاد كلها، وأقرب ما يتقرب به العبد إلى الله سبحانه وتعالى، ولو لم يكن في كتاب الله عز وجل من الدلائل على ذلك إلا قول الله سبحانه وتعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 41/33] لو لم يكن في كتاب الله عز وجل ما ينوِّهُ بأهمية هذا الجهاد في سبيل الله، إلا هذه الآية لكفى، وما بالك بالدلائل الأخرى من مثل قول الله عز وجل: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن} [النحل: 16/125] ومن مثل قول رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فيما قاله لعلي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: ((لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النَعَم)) وفي رواية: ((خير لك مما طلعت عليه الشمس أو غربت)) ولقد ذكر العلماء، وهم ينوهون بأهمية هذا النوع من الجهاد في سبيل الله عز وجل، وهو النوع الدائم الذي لا يتوقف في حال من الأحوال، ولا لسبب من الأسباب، ولا بالنسبة لفئة من الناس، تحدث العلماء وهم ينوهون بأهمية هذه الدعوة عن شرائطها، ولها شرائط كثيرة، ولكن أستطيع في هذا الموقف أن ألخص هذه الشرائط كلها بشيء واحد هو: أن يستخدم المسلم نفسه لأعمال الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، ولا يستخدم الدعوة لمصالحه الشخصية الخاصة به.
كل ماقد ذكره العلماء والفقهاء من الشرائط التي لابد منها كي يتبوأ الداعي إلى الله عز وجل هذه الرتبة السامية تتلاقى في هذا الشرط. الشرط الذي يجمع كل ما ذكره العلماء هو (أن تجعل من نفسك خادماً للدعوة إلى الله لا أن تجعل من الدعوة إلى الله عز وجل خادماً لنفسك ) تأملوا في هذا الكلام، وانظروا إلى الأبعاد التي تتفرع عنه، تدركون عندئذ أهمية هذا الشرط الجامع، بالنسبة للمسلم الداعي إلى الله عز وجل، لابد أن يكون مخلصاً لله في عمله، لابد أن تكون دوافعه كلها متجمعة في دافع واحد هو أن يستنزل رضى الله سبحانه وتعالى فيما يقدم عليه من قول أو عمل، وهذا الإخلاص يستلزم ثمرة لابد منها ولا محيد عنها، هذه الثمرة تتمثل في أن يجعل هذا المسلم الداعي إلى الله عز وجل نفسه ودنياه وسمعته ومصالحه الدنيوية خدماً لدعوته إلى الله سبحانه وتعالى، قد يجد أن سَيْرَه في فجاج الدعوة إلى الله، وتبصير الناس بدين الله، وتحبيب هذا الدين وأحكامه إلى قلوب الناس، قد يجد أن ذلك يستدعي خسارة تحيق بماله فلا يبالي، قد يجد أن سيره في هذا الطريق إلى الله قد يستلزم سوءاً يطوف بسمعته أو إساءة تتجه إلى كيانه، فلا يبالي بذلك ولا يتأثر بشيء من ذلك، ويظل سائراً على نهجه من أجل أن يرضى الله سبحانه وتعالى عنه، قد يجد أن دعوته هذه تقتضي أن يتقلب الناس من حوله، كانوا أصدقاء وأحباء وإذا هم تحولوا عن ذلك فأصبحوا أعداء ألدّاء له. لا يبالي بذلك لا يبالي بهذه الخسارة التي تحيق بكيانه، أو التي تحيق بماله، أو التي تحيق بسمعته، في سبيل أن يرضى الله عز وجل عنه، وفي سبيل أن تنتشر محبة دين الله عز وجل في الأوساط وفي القلوب، هذا معنى هذا الشرط الذي يعد الشرط الجامع لكل ماقد قاله العلماء.
أما عكس ذلك فهو أن ينظر الإنسان إلى أعمال الدعوة إلى الله عز وجل فيسلك منها السبل التي تزيد في ماله، يسلك منها السبل التي تعلو بسمعته، يسلك منها السبل التي تجعله آمناً مطمئناً في رغد من العيش، يسلك منها السبل التي تجعله يشفي غليله في حق من يناصبهم العداء، وفي حق من قامت بينه وبينهم مشكلات، هذا إنسان هو في الظاهر يدعو إلى الله، ولكنه في الحقيقة إنما جعل من دعوته إلى الله مطيةً ذلولاً يركبها ليتجه بها إلى حيث تكمن مصالحه، إلى حيث تكمن رغائبه، إلى حيث تكمن أهواؤه. هذا النهج المزيف في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى لا يمكن أولاً أن يثمر في حياة الإنسان الدنيوية أي ثمرة، فلا يمكن لهذا الإنسان أن تجد كلامه أصداء تمخر القلوب عبر الآذان، لايمكن لحديث هذا الإنسان أن يجد قبولاً في النفوس، بل الأرجح أنه يأتي ثقيل الظل على العقول وعلى النفوس معاً. ثم إن هذا الإنسان لا تُقَرِّبُه دعوته الزائفة إلى الله عز وجل شرْوى نقير، بل تبعده عن الله عز وجل.
هذه الحقيقة أيها الإخوة كم وكم ينبغي على كل مسلم أن يتبينها في هذا العصر لسببين اثنين: السبب الأول أن الناس كل الناس لم يتهيؤوا لقبول الدعوة إلى الله، ولم تظمأ نفوسهم لسماع كلمة تحبب الإسلام إلى قلوبهم في عصر من العصور، كهذا العصر الذي يمر فيه الناس، في هذا العصر، أياً كان، وفي أي صقع من أصقاع العالم وجدوا، أشبه ما يكون بالأرض التي تطاولت عليها أشعة الشمس المحرقة، ولم يتح لها قطرة ماء ترتوي منه، كم تكون هذه الأرض بحاجة إلى الماء الذي يرويها؟ الناس اليوم أياً كانوا، ومن أي فئة من الفئات درجوا، وفي أي صقع وجدوا، كهذه الأرض التي طال بها العهد بُعداً عن الماء، فهم بأمس الحاجة إلى من يُعَرِّفُهم على دين الله، وهم بأمس الحاجة إلى حكيم يُدْخِل محبة الله عز وجل في سويداء قلوبهم، هذا هو السبب الأول.
السبب الثاني: أن الدين قد تحول في هذا العصر إلى حرفة، إلى سبيل من سبل العيش، إلى أداة من الأدوات التي يحقق بها الإنسان أحلامه الدنيوية المتنوعة، وما أكثرها إلا من رحم ربك، وقليلٌ ما هم. إذا التفت الإنسان المسلم يمنة ويسرة، وبعث بنظره إلى الأمام البعيد أو إلى ما وراءه، وأخذ يبصر حال المسلمين اليوم، يجد أن الإسلام قد تحول في هذا العصر إلى سلّم قليل الدرجات، سهل البلوغ، والقفز فوق درجاته لبلوغ كل الأماكن المختلفة، فمن شاء أن ينال سمعة وشهرة بين سمع العالم وبصره، فإن أقصر طريق له إلى ذلك أن يستخدم سلم الإسلام، ومن شاء أن يجمع ثروة وأن يبني لنفسه من ورائها مكانة؛ فأقصر طريق إلى ذلك إنما هي حرفة الإسلام، ومن شاء أن يبني لنفسه عروشاً سياسية ينال بها مبتغياته السياسية التي يطمح إليها؛ فإنه مهما نظر يميناً وشمالاً فلن يجد طريقاً أقصر إلى مبتغاه هذه من طريق الإسلام، وهكذا أصبح الإسلام سلماً تزدحم عليه فئات شتى من الناس في هذا العصر، كلهم يبتغون من وراء ذلك أحلامهم الدنيوية، وهي أحلام متنوعة الألوان، ومتنوعة الأطياف، ولكنها جميعاً أحلام دنيوية، ولو أنك بعثت نظرك إلى الواقع الذي يعاني منه العالم الإسلامي؛ لتبينت هذا الذي أقوله لك.
نعم هنالك ومضات تلوح كما تلوح البروق في ليلة مظلمة سوداء هنا وهناك، ولاتزال هذه البروق تلتمع إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لايزال في الناس أناس مخلصون، أناس متحرقون، أناس يضحون بدنياهم، بسمعتهم، بشهرتهم، بأموالهم في سبيل الدعوة إلى الله عز وجل، ولكنهم اليوم قلة أيها الإخوة، وإذا كان الداعي إلى الله عز وجل في العصور السالفة ينال الأجر العظيم الذي حدثتكم عن طرف منه، فالذي أعتقده أن الداعي إلى الله اليوم إذا كانت دعوته خالصة من الشوائب، إذا لم يكن يضع نصب عينيه إلا رضى الله عز وجل عنه، فإن أجر الدعوة إلى الله في هذا اليوم، في هذا العصر أضعاف الأجر الذي كان يناله الدعاة إلى الله بالأمس، كانوا يجدون على الحق أعواناً كثيرين، ولكن المسلم الذي يريد أن يخب في طريق الدعوة إلى الله بالنهج الذي أمر الله، بالحكمة التي دعا إليها الله عز وجل، سيجد نفسه يسلك في فجاج غريبة، سيجد نفسه بعيداً بعيداً عن زحمة وأوضاع الناس وفئاتهم ومسالكهم وسبلهم المختلفة، ولن يجد على الحق الذي يدعو إليه الأعوان الذي كان الدعاة من قبل يجدونهم عندما يسلكون سبل الدعوة إلى الله عز وجل.
قد يقول قائل: وما أيسر الدعوة اللسانية إلى الله، ففيمَ جعل الله عز وجل عليها هذا الأجر الوفير؟ لا، أيها الإخوة. إن الدعوة إلى الله بالنهج الذي ذكرت ليس عملاً يسيراً، بل هو عمل عسير. الداعي الذي لا يريد من دعوته إلا مرضاة الله عز وجل لابد أن يبتليه الله عز وجل بما يكشف عن ثباته أو عن نكوسه عن هذه الدعوة، سيجد من يحطم سمعته، سيجد من يبتز ماله، سيجد من يحطمه من حظوظه الدنيوية، سيجد من يحاول أن يزجه في غربة من مجتمعه الذي هو فيه.
الدعوة إلى الله بعد ذلك تتوقف على حكمة متناهية يتجاهل الإنسان من خلالها ذاته، يتجاهل الإنسان من خلالها مكانته، سيجد هذا الداعي من الشخص التائه الفاسق الذي يدعوه إلى الله عز وجل، سيجد منه الإنسان الذي يشتمه، الذي يسبه، الذي يسخر منه، ما موقفك أيها الداعي من ذلك؟ إما أن يتحول هذا الإنسان فينتصر لنفسه، ويدوس على منهج الدعوة إلى الله بقدميه، لأن حظه قد هضم، ولأن كيانه قد جرح، وإما أن يدفعه الإخلاص إلى الله أن يتطامن للسباب وللشتائم، ولكل كلمات الانتقاص، وأن يواجه هذا الفاسق بالابتسامة، وبما يدل على الحب، وبما يدل على الرحمة، من ذا الذي يستطيع أن يتجاوز هذا الامتحان، بما يرضي الله عز وجل بسهولة؟ الحكمة التي أمر الله عز وجل بها: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن} هل تعلم كم تكلف؟ هل تعلم ماهو ثمن ذلك؟ ثمن ذلك راحة نفسك، ثمن ذلك هو كيانك الذي تعتز به، لابد أن تضحي به في كثير من الأحيان.
أجل لا يقولنَّ قائل إن الدعوة إلى الله عز وجل عمل ينتشي به الإنسان، هل هو إلا خطبة يلقيها؟ هل هو إلا مقال يدبجه؟ هل هو إلا رحلة من بلد إلى بلد في سبيل مؤتمر وفي سبيل ندوة واجتماع؟ لا هذه شعارات دعوة، هذه عناوين، فانظر ما الذي تراه تحت هذه العناوين، وما أكثر الذين ينتشون ولا نشوة السكر تحت هذه العناوين، المؤتمرات، الندوات، الخطب الرنانة، المقالات، كل ذلك تسمعونها أو ترونها، فأين هي النتائج؟ ((أسمع - كما يقول المثل العربي: جعجعة ولا أرى طحناً)) لماذا؟ لأنّنا اتخذنا من منهج الدعوة مطية ذلولاً لرغائبنا، لتجاراتنا المالية، لحظوظنا الدنيوية، لآمالنا السياسية، نعم، هذا هو الواقع المرير، في حين أن الناس اليوم مشرِّقين ومغرِّبين، هم في أشد حالات الظمأ إلى إنسان متحرِّق على دين الله، مخلص لوجه الله، يقف ليعرِّفَهُ على الله عز وجل، ليُدْخِل الإسلامَ قناعةً في عقله، ثم حُباً بين جوانحه. كم وكم الناس اليوم، من أقصى الغرب المعمور إلى أقصى شرقه، كم هم بحاجة إلى هذا؟ فأين هم الدعاة إلى الله؟ أما العناوين فكثيرة، وأما المظاهر فأكثر، ولكن انظر إلى النتائج، النتائج كلها تعود بالمسلمين إلى الوراء.
أسأل الله عز وجل أن يرسِّخَ أولاً حقائق الإسلام بين جوانحنا، ثم أسأله عز وجل أن ينهضنا بدافع من تلمُّسِ مرضاته، من تلمُّس رحمته وكرمه، أن ينهضنا إلى هذه الدعوة التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بها: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً} هذا كلام الله: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 41/33] العمل الصالح جعله الله واسطة العقد بين شرطين: شرط يأتي قبله، والآخر يأتي بعده العمل الصالح، العمل الصالح قد ذكرت لكم طرفاً منه، العمل الصالح لا يكون إلا بأن أدوس على حظوظي النفسية، ورغائبي المالية، وأن أمزق آمال شهرتي، وأن أمزق كل النتائج الدنيوية التي أتصورها من وراء عمل الدعوة، أجعل ذلك كله تحت قدمي، وأجعل هدفي الأعلى وتاجي لا أكثر ألقاً البحث عن مرضاة الله سبحانه وتعالى، الأكثر من ذلك.
اللهم نور قلبي وقبري واجعل قبري روضة من رياض الجنة
الداعية إلى الله يخدم الدعوة ويزهق حظوظه لا العكس من اخوكم ابو نضال